امرأة في الظل (مجموعه قصصية بقلم شيما) الفصل الخامس
random
أخر الأخبار

امرأة في الظل (مجموعه قصصية بقلم شيما) الفصل الخامس

 امرأة في الظل (مجموعه قصصية بقلم شيما) الفصل الخامس



الفصل الخامس

أنت مخطىء قالتها بصوت مرتجف
‏ هز كتفيه: لم ألاحظ من ناحيتك أية عاطفة محمومة تجاهه)
‏ • كان آخر شيء تريده هو العاطفة المحمومة التي نشبه النيران الهوجاء تحرق كل شيء تصل إليه قالت بحدة: ما الذي جعلك تظن أن لا اشعر بناحيه أو اشعر بنقص في العواطف ؟ على كل حال، لا خطأ في زواج لا يبنيعلي عاطفه في البدايه المهم إن يكون في تفاهم بين الاثنين
‏ - زواج كهذا ليس صحياً أيضاً

قالت بحدة تتكلم كما لو أنك خبير؟ 

ليس تماماً، وعلى كل حال، إذا كانت زوجتي

انفجرت نقول : لكنك لست متزوجاً ثم عادت تسأله باضطراب هل أنت متزوج؟
‏ ـ نعم، أنا متزوج ، ما الذي جعلك واثقة من أنني لست متزوجاً)

ـ أنا أنا لم أكن واثقة ظننت فقط .. أعني افترضت أنك

خانتها الكلمات لم تكن تنتظر منه أن يبقى عازياً وهو المكتمل رجولة وحيوية وفي الواقع، طالما عذبت نفسها وهي تتصوره يعاشر سلسله من الصـديقـات له ، إذ كانت الغيرة تحرقهـا مـن تلـك الـنساء المجهولات ولكنها، لسبب ما، لم تتوقع أن يكون متزوجاً ولماذا لا يكون؟

خمس سنوات هي فترة طويلة، وقد قال مرة إنه يريد أولاداً، ربما أصبح رب أسرة الآن .. وكانت تلك الفكرة أشبه بسكين طعتها في قلبها، لكنها أقنعت نفسها بضرورة أن تكون شاكرة من الواضح الماضي، وحتى ولو عرفها الآن، لن يشكل أي خطر عليها

ها نحن وصلنا. 

اخترق صوته أفكارها ، أخذت تحدق من خلال الزجاج، فلم تي سوى أنهما الآن في الشارع العام. لم تكن تريد أن يعرف كمال عنوان سكنها بالضبط، لذلك قررت أن تنزل من السيارة في الشارع العام ، تسير مسافة قصيرة لتصل إلى بينها لكن ذلك فاتها الآن

ـ ما هو رقم بيتك؟ 

أجابت كارهة: خمسة عشر إنه بعد المصباح الثاني مباشرة 

ثم أخذت تبحث في حقيبة يدها عن المفتاح عندما وقفت السيارة أمام البيت ،
‏قالت له بسرعة تتعب نفسك بالنزول إذا تابعت السير ، ستجد مكاناً تنعطف فيه بالسياره لكي ترجع وتكمل طريقك
اطفاء المحرك متجاهلا كلامها كليا ثم خرج من السياره وبعد ذلك بلحظة، كان يفتح الباب لها 

تعثرت وهي تنزل من السيارة بسرعة فسقط المفتاح من يديها انحنى ليلتقطه وهو ما زال ممسكا بمرفقها، وبعد لحظه كان يفتح باب البيت ويشير لها بالدخول 

أشعلت نور الشرفة وأوشكت أن تشكره وهي تعلق الباب، وير يتجاوزها ويدخل وقبل أن تعرف ما حدث، كان قد أغلق الباب 
‏واستدار وخلع عنها معطفها الشتوي.وعلقه وعاد اليها 

وإذ رأى الذعر على وجهها سألها ببرود وبراءه:هل يزعجك شيء ما؟ 

قالت بحذر: شكرا علي ايصالي الي منزلي سيد كمال ولكنني لم ادعوك او اكن أنوي دعوتك إلى الدخول

كانت تهم بإعادة فتح الباب، عندما أطبق بأصابعه على معصمها جمدت مكانها،
‏ فقال بنعومة : قبل أن تطرديني من بيتك، أظن أن أقل عليك أن تقومي به هو أن تقدمي إلي فنجان قهوة . أدركت أنها لا تستطيع التخلص منه إلا إذا شاء هو ذلك، فقالت قال : حسناً جداً تفضل 

عندما ترك معصمها، سارت نحو المطبخ متظاهرة بالهدوء، وقررت إن السرعه هي الحل الأفضل لكي تتخلص منه 

أن السرعة هي الأفضل، فملأت إبريق القهوة بيد ترتحف كان دوماً يحب قهونه دون حليب، وثقيلة قليلاً، مع ملعقة سكر واحدة. وحالما انتهت القهرة ذهبت بها إلى غرفة الجلوس بسرعة و جدت الأنوار مضاءة والستائر مسدلة، وكان قد خلع سترة السهرة، وأرخى ربطة عنقه، وبدا متراخياً في جلسته وكأنه في بيته، وضعت صنيه القوة ناولته فنجانه وسألها

شكراً، ألن تتناولي القهوة أنت أيضاً؟ 
‏هزت رأسها نفياً، فربت على الأريكة بجانبه اجلسي إذن بحانبي كانت تنوي أن تجلس بعيداً عنه، لكنها بعد تردد، قررت أن من الأفضل عدم مقاومته، فأطاعت تاركة مسافة بينهما، يا ليته فقط يشرب قهوته ويذهب !

ـ لا بد أن لديك قوة ملاحظة غير عادية وعندما نظرت إليه ببلادة، 

قال موضحاً: لأنك تعرفين بالضبط كيف أريد قهوتي

قالت كاذية وقد تملكها الاضطراب لا بد أنني كنت أفكر في

رشدي. فهو يحب قهوته بهذا الشكل . . . يبدو أن ذوقكما واحد 
ـ بدهشني أن الرجل الذي يحب قهوته دون حليب، يضع في قهوة القشدة بشكل آلي 
‏تذكرت، بعد فوات الأوان، القهوة بالقشدة التي أعدها رشدي ، فقالت وهي تدعو الله أن ينسى كمال الموضوع إنه يعلم أنني أحب القهوة بهذي الطريقه
‏ 

، وضع فنجانه على المنضدة ثم أخذ بنظر حوله إلى
السقف المنخفض والجدران البيضاء والأرض الخشبية المصقولة، ثـم قال : هذا مكان بديع ، منذ متى تعيشين فيه؟ 
- منذ حوالي تسعة أشهر تقريباً 
‏ ـ أنت محظوظة جداً. إن منزل مثل هذا لا يعرض غالباً للتاخير

انه غير مؤجر

فقال برقه: لا بد أنه عشر غرام إذن؟ 


و سكنت مدة بعد أن أدركت أنها تتصرف بطريقة تضرها ويستفيد هو منها سوف تصبر وتصمت حتي تعرف رشدي كل شئ عن ماضيها لكي يكون لها سندا لها 

اليس كلامي صحيحا؟ 

لا بكل تاكيد ليس صحيحا. ما عدا انه يحضر لاخذي في بعض الاحيان او يوصلني أيضا. 

ولكنه هو الذي اشتري لكي هذا المنزل؟ 

لا! 

قال دون محاولة لإخفاء ارتيابه: لا أظن أمرأة بمرتب سكرتيرة يمكنها شراء مکان كهذا


أنا لم اشتره من تملك هذا المنزل وهي الكاتبة التي اشتغلت عندم ـ أنا لم أشتره عدة سنوات ، طلبت مني العناية به في سفرها حتي ترجع

بعد سكنها في غرفة قذرة فوق دكان حقير، كان انتقالها إلى منزل جميل كهذا أشبه بمعجزة ، ثم أضافت بفتور، متسائلة عما يجعلها تزعج نفسها بالشرح: سافرت إلى أستراليا لقضاء عام مع أسرة ابنها .
‏ لكنها تعلم جيداً سبب صراحتها، إنه من آثار الماضي البغيض حير أساء كمال الحكم عليها حسناً، لقد انتهى الماضي ولم يعد عليها أن تيزر اي شي له بعد ذلك. 

عبس وكأنه قرأ أفكارها، وقال : أين تلتقيان؟ ليس في شقته، ذلك واضح ... كما أنني لا أرى منزل أسرته مناسباً لذلك 
‏قالت بحدة وقد فقدت أعصابها : لا أستطيع أن أفهم ما شأنك أنت بمكان لقانا 
‏- إذن أنت على علاقة به

ظهرت في كلماته هذه نبرة الانتصار ، إلا أنها كانت تتم أيضاً عن قبول الأمر الواقع أكثر من الرضا. وكان يتابع قوله : وهو يريد أن يجعل الماسة طعما لكي يحافظ يك

فانفجرت ثائرة: أنت مخطی، تماماً، رشدي يريد الماسة لذاتها، أما سواء كنت على علاقة معه أم لا، فهذا شأني الخاص .
‏ امتزج على ملامح كمال الغضب والألم لم يدم ذلك سوى
لحظه فظنت ندي أنها تتوهم

قال بعد لحظة من التفكير رغم أنك بدوت كالغربية في شقته، بدا في انك نويت قضاء الليل هنـاك؟ 
‏- هل انت مجنون! وماذا لو فعلت ذلك؟
‏مع ذلك لم يكن يبدو عليك الاستعداد لذلك. لم أر في الشقة كيس حاجيات حتى، وهذا ما يدل على أن قضاء الليلة هناك لم يكن مخططاً له من قبل، وأظن أن تكهني كان في محله حين افترضت أنه عرض عليك الزواج هذا المساء، وربما في طريقكما إلى المزاد، أظته عرض عليك إقامة علاقة معه حينذاك .
‏ رأى من ملامحها أنه على صواب، فابتسم ساخراً، وعندما تعمدت الصمت، تابع بقول : من المؤكد أنه كان يتوقع منك البقاء، ورغم أنه بذل جهده للتصرف كرجل مهذب، بدا عليه الغضب عندما أدرك أنك . ستخرجين 
‏ثم أضاف بلهجة لاذعة لماذا غيرت رأيك؟ هل ذلك لأجلي؟ 
‏أجابت مستنكرة : ولماذا يكون لأجلك؟
‏ أخبريني انت. 

لم يكن لك شأن بذلك أنا لم أكنّ اريد المكوس هناك 

- لماذا إذن؟
- ‏ شعرت بصداع . الآن، أريد حقاً أن أنام ، فإذا أنهيت قهوتك تفضل بالخروج؟ 
- ‏
- ‏تناول فنجانه وشربه، ثم قال : تبدين متلهفة للتخلص مني بشكل غير عادي لماذا
عندما لم تحاول تفي ، التفتت إليها وعيناه الخضراوان تلتمعان : يدهشني عدم تهذيبكي معي رغم علمكي بانني مازلت املك الماسه. وغيرها لاني اراي انكي تبحثين عن من هما يمتلكون المال 

اصابها الدهشه من سؤاله وسالته 

ماذا تقصد بكل هذا الحديث الذي لا اعرف معني له 

بل تعرفين يا عزيزتي قصدي جيدا 

قالها وهو ينظر اليها نظرات تحمل الكثير من الغضب والعتاب والعشق في نفس الوقت

author-img
Asma Adel

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
google-playkhamsatmostaqltradent