رواية النار و الماء الفصل التاسع
random
أخر الأخبار

رواية النار و الماء الفصل التاسع

https://red12345668.blogspot.com


رواية النار و الماء .

الفصل التاسع .

كيف نجى سيدنا يوسف من مكر و خداع امرات العزيز و نسوة المدينة ؟
مهما حاولوا المخادعون الكاذبون أن يطمثوا على الحقيقه لينجوا أو لتدبير أمرا ، ف أن الحقيقه سوف تطفو فى النهايه و تظهر لك العيون .
بعد أن اعترفت نسوة مصر ببرائة يوسف عليه السلام و انه عفيف نقى و كذلك قالت زوليخه ( امرات العزيز ) ، أنه صادق و عفيف و أنها هر من روادته عن نفسه ، و ان ما حدث ما هو الإ النفس اماره بالسوء ، فبعد ان اثبتت براءه يوسف عليه السلام قال الملك .
{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ ( 54 ) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ( 55 ) وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ( 56 ) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } .
بعد ما رأى الملك من أمر يوسف ، براءته ، و علمه ، و عدم تهافته على الملك ، عرف أنه أمام رجل كريم ، فلم يطلبه ليشكره أو يثني عليه ، و إنما طلبه ليكون مستشاره .
و عندما جلس معه و كلمه ، تحقق له صدق ما توسمه فيه ، فطمئنه على أنه ذو مكانه و في أمان عنده . 
فماذا قال يوسف ؟
لم يسجد شكرا للملك ، و لم بقل له : عشت يا مولاي و أنا عبدك الخاضع أو خادمك الأمين ، كما يفعل المتملقون للطواغيت ؛ كلا إنما طالب بما يعتقد أنه قادر على أن ينهض به من الأعباء في الازمة القادمة .
كما و أورد القرطبي في تفسيره ، أن الملك قال فيما قاله : لو جمعت أهل مصر ما أطاقوا هذا الأمر . . و لم يكونوا فيه أمناء .
كان الملك يقصد الطبقة الحاكمة و ما حولها من طبقات ، إن العثور على الأمانة في الطبقة المترفة شديد الصعوبة ، اعتراف الملك ل يوسف بهذه الحقيقة زاد من عزمه على تولي هذا الامر ، لأنقاذ مصر و ما حولها من البلاد من هذه المجاعة .
قال يوسف : ( اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) .
لم يكن يوسف في كلمته يقصد النفع أو الاستفادة ، على العكس من ذلك ، كان يحتمل أمانة إطعام شعوب جائعة لمدة سبع سنوات . . شعوب يمكن أن تمزق حكامها لو جاعت ، كان الموضوع في حقيقته تضحية من يوسف .
لا يثبت السياق القرآني أن الملك وافق . . فكأنما يقول القرآن الكريم إن الطلب تضمن الموافقة ،
زيادة في تكريم يوسف ، و إظهار مكانته عند الملك . . يكفي أن يقول ليجاب ، بل ليكون قوله هو الجواب ، و من ثم يحذف رد الملك . . و يفهمنا شريط الصور المعروضة أن يوسف قد صار في المكان الذي اقترحه .
و هكذا مكن الله ليوسف في الأرض . . صار مسؤولا عن خزائن مصر و اقتصادها ، صار كبيرا للوزراء .
و جاء في رواية أن الملك قال ليوسف : يا يوسف ليس لي من الحكم إلا الكرسي . 
ولا ينبئنا السياق القرآني كيف تصرف في مصر . نعرف أنه حكيم عليم ، نعرف أنه أمين و صادق ، لا خوف إذا على اقتصاد مصر .
دارت عجلة الزمن ، طوى السياق دورتها ، و مر مرورا سريعا على سنوات الرخاء ، و جاءت سنوات المجاعة .
و هنا يغفل السياق القرآني ذكر الملك و الوزراء ، كأن الأمر كله قد صار ل يوسف .
لا يذكر القرآن لنا أن المجاعة بدأت ، لا يصف لنا بدؤها ، إنما يعرض لمشهد أخوة يوسف و قد جاءوا من فلسطين لابتياع طعام من مصر .
{ وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ( 58 ) وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ( 59 ) فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ ( 60 ) قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ( 61 ) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } .
قيل أن يوسف - عليه السلام - كان يعطي كل فرد في الفترة الواحدة حمل بعير ، لم يكن كل من يملك الشراء يشتري المقادير التي يستطيع شرائها لخزنها و يموت الآخرون ، و كان قصد يوسف أن يوازن بين حاجات المحتاجين و الزمن الطويل الذي يضطلع فيه بالتموين .
جاء أخوة يوسف من الصحراء . . جاءوا يبتاعون طعاما من مصر ، عرف يوسف اخوته على الفور . . و لم يعرفوه هم ، يستحيل أن يعبر طيف يوسف أفكارهم الآن ، لقد تخلصوا منه من زمان بعيد ، و ضاق بهم الحال فجاءوا من فلسطين يبحثون عن الطعام في مصر . . و أجرى يوسف حواره مع إخوته ، بغير أن يكشف لهم عن نفسه ، كان عدد الأخوة عشرة ، و كان معهم أحد عشر بعيرا .
سألهم يوسف - مستخدما أحد المترجمين - لكي لا يتحدث لغته العبرانية : نظامنا يقضي بإعطاء كل إنسان قدر بعير من الطعام . . كم عددكم ؟
قالوا : نحن أحد عشر .
قال يوسف للترجمان قل لهم : لغتكم مخالفة للغتنا . . و زيكم يخالف زينا ، فلعلكم جواسيس .
قالوا : و الله ما نحن بجواسيس . . بل نحن بنو أب واحد ، شيخ طيب .
سأل يوسف : قلتم أن عددكم أحد عشر ، و لكنكم عشرة . . ؟
قالوا : كنا أثني عشر أخا ، هلك لنا أخ في البرية ، و لنا أخ آخر يحبه أبونا ، ولا يستطيع أن يصبر على فراقه . . جئنا ببعيره بدلا منه .
قال يوسف : كيف أتأكد من صدقكم ؟
قالوا : اختر شيئا تسكن إليه نفسك .
قال يوسف : يقضي النظام ألا نصرف لأحد غير موجود . . ائتوني بأخيكم لأصرف له طعامه . ( أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ ) …؟
استمر الحوار بين أخوة يوسف و يوسف . . أفهمهم يوسف أنه سيستثنيهم هذه المرة ، فإذا جاءوا في المرة القادمة بغير أخيهم فلن يصرف لهم . . قالوا له سنحاول إقناع والده بأن يتركه معنا .
انتهى هذا المشهد في مصر ، لبدا مشهد أخر في أرض كنعان عندما يعودوا اخوة يوسف إلى ابيهم مرة اخرى .
يا ترى ايه هيحصل مع اخوة يوسف ؟ و هل سوف يسمح يعقوب عليه السلام بذهب أبنه الأخر ( أخو يوسف الشقيق ) معهم كما سمح بذهاب يوسف معهم من قبل ؟ .
يا ترى ايه هيكون تصرف يوسف مع اخوته بعد ذلك ؟ .
انتظروا الفصل القادم .
يتبع .
**************


رواية النار و الماء الفصل التاسع
بقلم الكاتبة / هدير خليل

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
google-playkhamsatmostaqltradent