نوفيلا حرب الجن بقلم نجلاء فتحي (الفصل الثاني)
random
أخر الأخبار

نوفيلا حرب الجن بقلم نجلاء فتحي (الفصل الثاني)

 نوفيلا حرب الجن بقلم نجلاء فتحي (الفصل الثاني)



الفصل الثاني

يجلس في إحدى الأركان يظهر القلق على ملامحه لا يعلم ما يحدث حوله، كيانات وأطياف لم يسبق له رؤيتها من قبل سوى في أحلامه، أصبح يراها من حوله وفي كل مكان، يسيرون ويتجولون كالبشر في كل الأوقات، لا يعلم هل هذا حقيقي أم وهم نسجه خياله، لكن ما جعل القلق يتفاقم بداخله أنه كان يخاف بعضهم، والبعض الآخر يستحسنه ولا يشعر بالخوف تجاهه بل ألفة لا يعلمها، بينما هو جالس رأى إحدى الكيانات تحوم حول تلك الفتاة اللطيفة، يحوم حولها يمينا ويسارا لم يرد تجاهل الأمر يعلم أنه لازال صغيرا ولكن هذا الأمر أصبح على دراية كبيرة به، يعلم بوجود الجن، وأنهم يتنقلون هنا وهناك، لكن لماذا هو وحده من يستطيع رؤيتهم حتى في وضح النهار!
لكن الشيء الأكيد أنه يجب عليه إنقاذ هذه الفتاة من الخطر المحدق الذي يحوم حولها وهي لا تعي عنه مثقال ذرة،
ياسين : عقب وصوله للفتاة وجد فتاة تبلغ من الحسن منتهاه عيناها كظلام ليل حالك السواد، لا يعلم هل مع صغر عمره يجب أن يرى من هذا المنظور أم ماذا؟!
- ازيك يا نور، معلش بس انا مش عارف الواجب بتاع العربي ممكن تقولي لي عليه عشان ابقى اعمله
نور : مش معقول ياسين بيسألني على الواجب !
ياسين: ليه يا نور عادي ، لو زعلانة خلاص ممكن اسأل حد تاني
نور بصدمة أشد من سابقتها تجيبه وهي تمد يدها بدفتر " كراسة" صغير دونت به الواجب الخاص بالدرس الماضي، كللمرة الأولى تراه طفلا يتحدث مع زملاءه، ورفاقه، ويلجأ إليهم، دوما كان يعتمد على ذاته ولا يحتاج لمساعدة مطلقا،
دوما يبدوا الفتى الغامض الذي لا يريد الحديث مع أحد، لكن يبدوا أنهم كانوا على غير هدى من تفكيرهم، أما هو فقد كان تائها فيما يحدث حوله لقد اختفى هذا الكيان عندما اقترب منها، هل لهذا تفسير أم ماذا؟! 
أكاد أجن من ما يحدث، يفق على صوت رفيقته تخبره بأنه إذا احتاج شيء ما فليسألها عنه، ثم تتركه وتغادر، يقرر العودة للمنزل حتى يخبر والده عما حدث بالتفصيل، لن يغفل عن واردة صغيرة مما حدث
**********************************************
بإحدى سيارات الأجرة كان يجلس عائدا لمنزله بعدما انتهى من معرفة ما حدث لا يعلم كيف سيخبر الصغير بما يحدث معه; بل كيف سيتمكن من إخباره بالحقيقة التي من المحتمل أن تفرقه عنهم، قرار صعب يجب عليه اتخاذه لأنه تتوقف عليه حياة الجميع، قرر أمرا وعزم على تنفيذه سيطلب عونا من الله ولن يخذله الله أبدا،

عندما وصل للمنزل رأى والدته تجلس على إحدى المقاعد، تقدم منها يسأل عن والده فهو يريد أن يستشيره بأمر ما 
 حنان : بابا يوسف خرج من زمان يا ياسين ولسه مرجعش لحد دلوقتي، كان بيقولي اجهزي انتي وياسين نروح مشوار وبعدين رجع قال انه هيروح لوحده، غريبة عليه بس أكيد حاجة مهمة!
ياسين : ممكن راح يرقي حد يا ماما حنان!
مش مشكلة انا هستنا لما يرجع، هدخل اتوضأ عشان اصلي، ولما يرجع هتكلم معاه، يتركها ويدخل غرفته تتعجب من حديثه بهذه الطريقة، فيبدوا كحديث شاب تجاوز العشرون عاما وليس العشر سنوات، أصبح غريب في تصرفاته يجلس بغرفته كثيرا، لا يتحدث كثيرا، أصبح الوضع غريبا، تفق من شرودها على صوت فتح الباب وعودة زوجها من الخارج، ترحب به وتخبره عن عودة ياسين وسؤاله عليه،
حنان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حمدلله على سلامتك يا يوسف
يوسف: الله يسلمك يا حنان، ياسين رجع من المدرسة؟
حنان : أيوة رجع من بدري، وسأل عليك كان عاوزك
يوسف : بنبرة تعجب، كان عازوني ليه! 
حنان : مش عارفة ! مقلش حاجة هو سأل عليك وقال هيستناك لما تيجي! 
يوسف هو ياسين ماله!
متغير ومش عارفة هو فيه ايه، انا قلقانة عليه اوي
يوسف : متقلقيش يا حنان هو كويس، يتركها ويتجه لغرفة الصغير، انا هدخل اشوفه على ما تحضري لنا الغدا
تومئ برأسها وتتجه لتحضير الطعام، وعندما تأكد من ذهابها قرر الدخول لغرفة صغيره حتى يعلم فيما يريده، يطرق باب الغرفة وبعد دقيقة أذن له في الدخول،
يوسف : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازك يا ياسين يا حبيبي، عامل ايه 
ياسين : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله يا بابا
يوسف : ها يا بطل ماما قالت لي انك سألت عليا لما رجعت من المدرسة، قولت اجي اشوفك انا، خير يا حبيبي كنت عوزني في ايه!
ينظر لوالده بعيون حائرة ثم يبدأ بقص ما حدث معه اليوم، 
-يا بابا انا النهاردة شرفت كيانات زي اللي حكيت لحضرتك عليهم، بس في منهم مخفتش منهم، وفي خوفت منهم، فيهم كانوا بيبصولي بس معملوش ليا حاجة، بس انا يعني لقيت كيان حولين بنت زميلتي وكان هيأذيها، روحت عندها عشان احاول اساعدها بس أول ما قربت عليها الكيان اختفى بسرعة ، مش عارف انا ليه بشوف الحاجات دي!
حضرتك عندك تفسير لده يا بابا؟
ينظر له نظرة عميقة تدل على خطورة ما هو مقبل عليه، لكن لابد من حدوث هذا الأمر الآن حتى يتجنب حدوث ما لا يحمد عقباه، يدوم صمته قليلا قبل أن يبدأ بحديثه
-قبل أي حاجة هسألك سؤال بس عاوز إجابة واضحة، انت دلوقتي تفكيرك اتغير بقيت تفكر بعقلية شاب مش طفل، وده له سبب، فسؤالي دلوقتي
لو اتأكدت ان اللي بتشوفوه ده له علاقة بالعالم الآخر، وان انت لك القدرة على السيطرة عليهم، هتستخدم قدرتك دي في الخير ولا في الشر؟
هل ستساعد الناس المحتاجين مساعدة ولا لأ؟ 
والأهم من كل ده هيكون القرآن دايما دليلك وسبيلك ولا لأ؟
كان ينظر لوالده بعيون متسعة لا يعي كل هذا، ولماذا يسأله والده هذه الأسئلة التي تدب الخوف في قلبه!
لكنه قرر أن يجيب والده بفطرة فطر عليها: انا يستحيل احيد عن القرآن يا بابا، ولو ربنا رازقني بالهبة دي عهد بيني وبين ربنا اني اساعد بيها اللي محتاج من غير ما اغضب ربنا
ينظر له نظرة فخر وتقدير ويقرر سرد الحقيقة له،
يوسف: انا قبل اي حاجة عاوزك تعرف اننا بنحبك وهنفضل دايما معاك لحد اليوم اللي ربنا يستردنا فيه،
اسمع للي هقوله كويس،
" كان فيه عالم الأرض متكون من ملائكة وجن، الجن سكنوا الأرض وكونوا قبائل لا حصر لها، وكانت أعظم هذه القبائل قبيلتين (قبيلة الجن القمري; التي كانت تحكم بأمر الله، وقبيلة الجن النوري; التي كانت كافرة وفاسقة وحادت عن شرع الله) 
أما الجان مال للكفر فوقفت جميع القبائل مع قبيلة الجن النوري وأصبحوا يحاربون قبيلة الجن القمري التي تحكم بأمر الله، وتطبق شعائر الدين; بل قد وصل الأمر بهم بإقامة ثورة كبيرة حتى يهلكوا قوانين الله التي ينفذها الجن القمري 
وهنا خاف الجن القمري من الانقراض، واندثار الطائفة الوحيدة التي تتطبق شرع الله عز وجل، وعندما اشتدت الحرب وأصبحت في أوجها أمر ملك طوائف الجن المسلم ساحره المخلص بإنقاذ ولي عرشه، وأميرهم المرتقب، فقام الساحر بإرساله إلى عالم آخر يستطيع من خلاله أن يحميه من الجن النوري، بعدما استخدم سحره العجيب ورسخوا بداخله كل الأمور الخيرية التي تجري بشرايينه مجرى الدماء حتى يحكم بأمر الله.
الجن النوري فسق في الأرض، وحكم حكمه الكافر إلى أن أنزل الله الملائكة في الأرض وأمرهم بمحاربة القبيلة الكافرة، وحارب معهم إبليس وانتصر، فرفعه الملائكة للسماء فزاد غروره، وأخطأ، واستكبر، وخلق الله الإنسان فلم يتقبل إبليس هذا الأمر، فطرده الله من الجنة بعد ما وسوس لآدم وأكل من الشجرة، ونزل للأرض ليصبح أكبر عدو لبني الإنسان."
صمت دام لثواني وامتد لدقائق معدودة قبل أن يرفع عيناه تجاه والده الذي كان ينظر له بقلق شديد، يعل صعوبة وقع هذا الحديث عليه، يعلم أنه من الصعب أن يعلم أنه من بعد آخر ، لكن يجب عليه معرفة هذا الأمر باكرا حتى يستطيع التحكم في زما الأمور،
يوسف : ساكت ليه يا ياسين ! 
ياسين: مش عارف يا بابا، هو حضرتك ايه قصدك من اللي انت قولته ليا دلوقتي! 
قصدك ان انا الأمير، قصدك ان انا الأمير اللي هربوه مملكة الجن القمري! 

ظل ناظرا لوالده عله يستشف منه ما يريح عقله من التفكير، خاصة أنه رأى ما سرده له والده منذ قليل، رأى هذه الحرب كاملة لكنه كان يعتقد أنه من وحي خياله

- أيوة يا ياسين، انت هو أمير الجن القمري

كيف لعقله الصغير استيعاب هذا الأمر، لكنه ليس كعقل الطفل البشري

ياسين: يعني حضرتك هتسيبني يا بابا!

 دمعة خائنة فرت من عينيه، يهب والده لاحتضانه معتصرا إياه بين أضلعه

- مستحيل اسيبك أو اتخلى عنك يا ياسين انت ابني انا فاهم ولا لأ، انا هفضل

 معاك وهساعدك تفضل مع ربنا ،وانت كمان هتساعد الناس اللي محتاجة مساعدة، موافق يا ياسين

يومئ برأسه مشددا من احتضان والده، حتى لو لم يكن والده الفعلي

ياسين: حاضر يا بابا والله انا هفضل معاك وأساعد المحتاج لمساعدة، بس متسبنيش لوحدي يا بابا

يوسف: عمري ما اسيبك إلا لو مت

يقطع حديثهم دخول زوجته الغرفة تستدعيهم من أجل الطعام
*********
خلص الفصل يارب يعجبكم
🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰

الفصل القادم من هنا

author-img
Asma Adel

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent