رواية جميله في قلب وحش (بقلم هاله رجب الهربيطي) الفصل الثاني
random
أخر الأخبار

رواية جميله في قلب وحش (بقلم هاله رجب الهربيطي) الفصل الثاني

 رواية جميله في قلب وحش (بقلم هاله رجب الهربيطي) الفصل الثاني



الفصل الثاني 


كانت جميله تحاول عبور الشارع بسعاده بعد أن وجدت الوظيفه ولكن وجدت سياره قادمه بسرعه تجاهها فصرخت جميله بقوه وصوت عالي 
وهي تقول بخوف واضح: حااااااااااسب

إنتبه السائق لصوت صراخها فوقف بسرعه بالسياره وكانت السياره واقفه أمام جميله مباشره لا يفرق بينها سوي سنتيمترات قليله ولكن لم تصيبها بأذي

نزل مالك من السياره مسرعاً بخوف عليها وسألها

مالك مطمئنا: أنا أسف مكنتش أقصد حصلك حاجه 

جميله وهي تأخذ أنفاسها بقوه علي الأرضيه بسبب وقوعها من الخضه: ولا حاجه خلاص مفيش حاجه حصلت الحمدلله ثم مدت يدها له قائله بهدوء: هات إيدك بس قومني من عالأرض مش قادره أقوم من الخضه والله 
أمسك مالك يدها بهدوء وقام بسندها لتنهض من علي الأرضيه وهو يحاول إسنادها أمسكت جميله يده ونهضت من علي الأرضيه ببطئ ثم نظرت له لتشكره ولكن وقفت مكانها بصدمه وهي تقول بتلجلج: إنت اا

قاطعها مالك بحزن وهو يقول بعد أن رأي خوفها بعيونها:عارف إنك خوفتي أنا أسف مره تانيه

جميله بهدوء وإبتسامه لكي لا يحزن:خفت من إيه

مالك بحزن بائن علي ملامحه ونبره صوته:عشان يعني أنا مشوه و

قاطعته جميله وهي تقول بمرحها المعتاد:مشوه والله فين دا إنت قمر والله إيه معندكش مرايات في بيتكوا ولا إيه 

مالك بحزن وصوت عالي ولكن يشوبه الحزن فهو يشعر أنها تشفق عليه:كفايه كدب بقا مبحبش المجاملات عارف إنك مش عاوزه تجرحيني بس دي الحقيقه أنا مشوه وشكراً علي المجامله 

نظرت له جميله بحزن فوجدت دموعه تنزل علي خده فقالت بهدوء وهي تربت علي يده :طب إهدي بس ليه بتعيط والله لو مبطلتش عياط هعيط أنا كمان وإنت حر بقا

قال لها مالك وقد شعر بطيبتها:مفيش حاجه تحبي أوصلك فين تحت أمرك 

جميله بإبتسامه جذابه وتساؤل:شكرا بس ممكن أعرف مالك وليه زعلان كدا 

نظر لها مالك بسخريه من حديثها ثم قال بسخريه:إنتي مش شيفاني ولا إيه ولا صعبت عليكي باين كدا بس شكراً مش عاوز شفقه من حد 

نظرت له جميله بذهول وقالت وهي تمسك يده:تعالي بس كدا دانت حالتك حاله

نظر مالك ليد جميله الممسكه بيده وشعر بإطمئنان لم يشعر له منذ زمن نظر لها ولم يستطع منع يدها من مسكه وذهب معها دون إعتراض ليجلسوا بجانب الطريق علي أحد الإستراحات الموجوده به 
فجلسوا بهدوء فنظرت له جميله وقالت بإبتسامه:ممكن أقولك حاجه

مالك بهدوء وهو يجلس بجانبها:إتفضلي قولي

جميله بهدوء وإبتسامه جذابه:إنت بتبص لنص الكوبايه الفاضي ولا المليان

نظر مالك لها بإستغراب من حديثها ثم قال:المليان

جميله بتأكيد علي حديثها: أيوه انت كدا صح ودا اللي لازم تعمله في حياتك وتطبقه وشك نصه اللي مصاب ومش أووي والنص التاني كويس وباين عليك أصلا قمر فمتزعلش وبعدين أكيد ربنا مبيعملش حاجه وحشه لحد يمكن وشك حصله كدا عشان فيه حكمه في كدا ربنا عايز يوصلهالك يمكن مثلاً في بنت قريبه منك وبتخدعك وبتقرب منك عشان إنت حلو وشكلك جميل فهتكون واجهه ليها قدام صحابها وما شاء آلله باين عليك غني يعني هي مش خسرانه حاجه واحد غني وشيك وجميل إيه تاني هتحلم بيه يمكن ربنا عمل كدا عشان يبعدها عنك ويبعد عنك المظاهر الخداعه والناس اللي بتقربلك عشان المظاهر وبس ويمكن ربنا أخد منك حاجه عشان يديك حاجه تانيه أحسن ويعوضك عن حاجات كتير كان شايلهالك بس كان لازم مقابل قصاد عوض ربنا يبقي إحنا منزعلش ونحمد ربنا مهما حصل ومهما ربنا حطنا في إختبارات لازم نحمده ونصبر حتي لو كان التمن إنك فقدت نص جمالك يبقي ليه الزعل هو ربنا بيجيب حاجه وحشه

مالك بهدوء وقد شعر بمدي برائتها وصدق حديثها قال بحزن وبكاء:أنا مش زعلان وراضي بقضاء ربنا وفعلاً عندك حق أنا كان في حياتي ناس كتير مزيفه ناس بتقربلي عشان المظاهر والشكل الإحتماعي وإنهم يكونوا قريبين مني ربنا فعلاً مبيعملش حاجه وحشه وأنا مهما ربنا حطني في إبتلاءات راضي وصابر والله بس أنا تعبت من كل اللي حواليا وإنصدمت فيهم أقرب الناس ليا لما حصلي كدا بعدوا عني وسابوني حتي صحابي كله بعد وأهلي اللي المفروض يكونوا جمبي هما أول ناس بيقرفوا من شكلي وبيبعدوا عني حتي خطيبتي اللي هي أصلاً بنت عمي يعني المفروض تكون معايا في محنتي أول ما شافتني كدا وأنا مشوه رمت الدبله وفسخت الخطوبه عشان مقروفه من شكلي دي لو شافتني بمكان بتسيبني وتمشي ولا كأنها تعرفني عشان مكسوفه حد من صحابها يشوفني وأنا مشوه ويتريقوا عليا وهي تتكسف من كلامهم حتي أبويا بعد عني ومبقاش طايقني طب ليه أنا عملت إيه لكل دا والله ما ذنبي حاجه في كل اللي حصل ليه يبعدوا عني ويحكموا عليا بالسجن المؤبد وهما جمبي لكن مقدرش أقربلهم ولو قربت بيبعدوا ويسمعوني أسوء كلام والله محدش يقدر يستحمله واحد غيري كان مستحملش كل دا وموت نفسه وإرتاح لكن أنا مستحيل أعمل كدا عشان مغضبش ربنا أنا بس عاوز أعرف ليه بيبعدوا عني 

جميله بحزن ودموع كانت تربت علي يده بهدوء فهي تشعر بألامه من صوته المتألم وبكاءه ثم قالت بهدوء لتجعله يبتسم:بص بقا سيبك من كل دا وسيبك من أي حد بيزعلك وإرمي حمولك علي ربنا لأن مفيش غيره هو اللي عالم بحال عباده ثم قالت له بضحك لتزيل همومه ولو قليلا وبعدين يعن إنت أصلا مز ياواد دانا إنصدمت من لون عيونك دي لينسز دي ولا إي يا أخضر إنت ياقمر ما تقولي إسم اللينسز دي عشان أشتريها وأكون حلوه زيك كدا

مالك بضحك عالي ولأول مره منذ سنوات قال بسعاده: تصدقي مضحكتش كدا من 3سنين بس أنا دي عيني مش لينسيز وعيني شبه عيون أمي 

جميله بضحك وغزل:دا علي كدا بقا أمك مزه ياقمر

مالك بضحك علي حديثها:مزه والله إنتي مجنونه

نظرت له جميله وقالت بهدوء وإبتسامه جذابه:انت جميل وسيبك من أي حد وبعدين الجمال الحقيقي
في القلب مش الشكل فامتزعلش في ناس كتير جميله لكن من جواها قلوبها سوده ومليانه غل وقسوه بتكره الخير لأي حد غيرها وناس تانيه جمالها عادي لكن من جواها قلوبها زي التلج وصافيه تحب الخير لغيرها حتي لو علي حساب نفسها يبقي الجمال مش مقياس عشان نعيش وبعدين عشق الجسد والشكل فاني مبيفضلش غير القلوب وبس غير كدا بيبقي كذب وباطل 

نظر لها مالك بسعاده وتأمل كلماتها التي أحيت قلبه من جديد وقال بإبتسامه:فعلاً عندك حق في كل كلمه قولتيها مفيش حاجه بتدوم غير القلوب وبس 

جميله بإبتسامه ومرح:طب أقولك علي حاجه 

مالك بلهفه لسماع حديثها قال:قولي

جميله بطيبه قلب وهدوء:بص أنا بدور على شغل ولقيت شركه كويسه هقدم فيها بكره وان شاء الله هقبل وهكون سكرتيره إيه رأيك نساعد بعض وتعمل عمليه لو انت مش عاوز تعملها عشان أبوك مش راضي عادي تعالي نحوش سوا ونعملها إيه رأيك

مالك نظر لها بشرود فكيف تعيش تلك الملاك طيبه القلب في عالم هكذا مليئ بالقسوه وقال:إنتي طيبه أوووووي بس أنا مش عاوز أعمل عمليه ثم قال بضحك وبعدين متقلقيش يا ستي أنا ليا شغل لوحدي وابويا مش متحكم بفلوسي ولو عاوز اعمل العمليه كنت عملتها من زمان بس أنا بعاقب نفسي عالماضي أنا أخويا في غيبوبه بسببي أنا كنت سايق وهو معايا وعملنا حادثه وهو في غيبوبه من 3سنين ومن يومها رافض إني أعمل عمليه عشان أنا السبب في إن أخويا يكون في غيبوبه وبعدين إزاي أعيش حياتي وهو نايم مش حاسس بحاجه حواليه أنا لو كنت عملت العمليه وعشت حياتي كنت هبقي أناني أوي عشان أخويا يكون نايم بغيبوبه وأنا عايش عادي ولا كأن حاجه حصلت 

جميله قالت بحزن:هو إنت كنت قاصد تعمل الحادثه وبعدين إنت فضلت3سنين شايل الذنب كفايه كدا بص لمصلحتك محدش هيشيل همك غير نفسك وكل دا قدر من ربنا ليه بقا تعيش حياتك شايل الذنب ليه تحرم نفسك إنك تعيش مرتاح دا جسمك دا عليك ليه حق إنك متصيبهوش حتي بخدش وبعدين تفتكر لو أخوك فاق دلوقتي وشافك كدا مش هيزعل مش هيتعب ويحس بالوجع لأنه كان السب في إن أخوه يعيش سنين في حزن وباعد نفسه عن الكل بسبب إنه حاسس بالذنب إنه كان في غيبوبه قولي كدا تفتكر هيكون أخوك مبسوط

نظر مالك لها بشرود فهي محقه بكل كلمه قالتها إبتسم لها بهدوء وقال:عندك حق في كل كلمه قولتيها أوعدك أفكر في العمليه من تاني

نظرت له جميله وإبتسمت ثم قالت بمرح :طب يلا ياخويا قوم بقا عشان أنا إتأخرت وأمي هتنفخني با أبو ورده وأنا جسمي واجعني والله

مالك بإستغراب:مين دا اللي إسمه أبو ورده

جميله بضحك قالت: محدش يعرف أبو ورده شبشب أمي وما أدراك بشبشب أمي

مالك بضحك عالي: إنتي مصيبه ثم قال بتساؤل وبعدين إسمك إيه إحنا بنتكلم من الصبح ومعرفش إسمك ولا تعرفي إسمي 

جميله بضحك:تصدق صح ثم مدت يدها له وقالت بود أنا إسمي جميله

مالك وهو يمد يده ليصافحها قال:إسمك جميل زيك

جميله بخجل مصطنع:بس بقا إنت كدا بتكسفني والله يامز إنت ياعسل 

مالك بضحك ودهشه من كلامها: بكسفك ومز وعسل عالعموم انا إسمي مالك 

جميله بضحك وغزل :الله الله عيون خضره ومز ومالك كمان إيه الحلاوه دي

مالك بضحكه عاليه: لاء كفايه كدا مش قادر 

جميله وهي تودعه:يلا سلام بقا أنا همشي

مالك بتساؤل :طب هو إحنا مش هنتقابل تاني 

جميله بحيره :مش عارفه 

مالك بتوتر:طب يعني ممكن إننا نبقي صحاب

جميله بضحك :ومالك متوتر ليه يابني والله إنت جميل ومليون بنت تتمناك وعلي فكره بقا مش هاقولك إن رقمي 010

ولا هاقولك سجله ولا أي حاجة خالص

ضحك مالك عالياً بقوه وهو يقول: مجنونه والله عالعموم هاتي أسجلك رقمي عشان ماتنسيهوش 

أعطته جميله الهاتف وهي تقول: ماشي إتفضل

أخذ مالك الهاتف وقال بصوت مسموع: 011

جميله بمقاطعه جذبت هاتفها بقوه: لالالالالالالا  إوعي تكمل 011مين ياخويا أنا الخط بتاعي فودافون والدقيقه غاليه لا معلش مش عاوزه

مالك بضحك: إنتي عامله عالرصيد هرن عليكي أنا ياستي وهجيب خط فودافون كمان 

جميله بضحك: كدا إشطا يا مان يلا بقا  سلام

مالك بإبتسامة: طب تعالي أوصلك

جميله بتردد: ااااااا.. يعنى 

مالك طمئنها قائلاً: متخافيش 

جميله بهدوء: مش خايفه والله أنا يعني عشان بنت والناس يعني 

مالك بإبتسامه: متخافيش من حاجه يلا بقا

جميله بهدوء وإبتسامه:ماشي يلا

صعدت جميله بالسياره بجانب مالك وقام بتوصيلها إلي المنزل فنزلت جميله من السياره وقالت له بضحك:تشكر يسطا تشكر يازميل بس معييش فكه

مالك بضحك: ولا يهمك يا أنسه عندي المره دي

جميله بضحك:تشكر يابو الرجوله يلا بقا سلام

مالك بإبتسامه:سلام

صعدت جميله سلالم المنزل وظل هو مكانه حتي تأكد من صعودها ثم ذهب مباشره والإبتسامه علي وجهه الذي لم يبتسم لسنوات فكان سعيداً بمقابلتها وحديثه معها

الفصل القادم من هنا

author-img
Asma Adel

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent