رواية النار و الماء .
الفصل الثامن .
كيف خرج سيدنا يوسف من السجن ؟
لقد توقفنا فى الفصل الماضى عند نهاية منحة يوسف و خروجه من السجن و لم نعرف ماذا حدث بعدها معه هو و زوليخه ، ففى هذا الفصل سوف نتحدث عن كل الأساطر التى تكمل قصة حب زوليخه ل يوسف .
قصة عشق زليخة لنبي الله يوسف عليه السلام
لا يوجد عشق مثل عشق زليخة عليها السلام لنبي الله يوسف عليه السلام .
أبرزها ما ذكره القرآن الكريم في سورة يوسف
حيث أُبتلي نبي الله يوسف عليه السلام بالحب و الجمال ، فتعرض للصعوبات من قبل من أحبوه مثل زوجة العزيز ( زليخة ) .
و قيل أن أربعمائة فتاة بكر ماتت حبًّا في نبي الله يوسف عليه السلام ، لما دخل يوسف السجن أرادت زليخة سماع صوته .
فقالت للسجان : أضرب يوسف لكي أسمع صوته .
فقال السجان ليوسف : لقد أمرتني الملكة أن أضربك لتسمع صوتك و لكني سوف أضرب الأرض و أنت أصرخ .
فأخذ يصرخ يوسف فأرسلت الملكة للسجان في اليوم الثاني فأمرته أن يضرب يوسف لكي تسمع صوته .
فرجع السجان ليوسف و صنع ما صنع في المرة السابقة ، و في المرة الثالثة أمرت زليخة السجان في اليوم الثالث ، فقالت له :
ارجع ليوسف و اضربه لكي أسمع صوته
و في هذه المرة أريدك أن تضربه حقاً .
فقال السجان : مولاتي فعلت ما أمرت .
فقالت : لا إنك لم تفعل فإن ضربته أحسست بالصوت على جلده قبل أن يصرخ .
فارجع له و إن لم تفعل فلن تنجو هذه المرة ،
فعاد السجان ليوسف و حكى له ما دار بينه و بين الملكة .
فقال نبي الله يوسف : افعل ما أُمرت به .
فأخذ السجان الصوت و ضرب يوسف . .
في لحظة وقوع الصوت على جسد يوسف
أحست به زليخة قبل أن يصرخ يوسف
في حينها صرخت زليخة عليها السلام فقالت :
ارفع سوطك عن حبيبي يوسف فلقد قطعت قلبي .
و لما تولى يوسف الملك و أصبحت زليخة من سائر الناس ، و قد شاب رأسها و عميت عينها و تقوس ظهرها حباً في يوسف و شوقا له .
فى ذلك الوقت قام ملك مصر و زوجته بخطبة اسينات بنت كابوسيس للنبي يوسف عليه السلام ، و كان النبي يوسف في ذلك الوقت عزيز مصر و يعمل علي تجهيز مصر لمرحلة المجاعة و القحط بعد تفسير رؤيا حاكم مصر ، و كان حينها موحدا بالله و بدأ في نشر دعوته .
وجدت اسينات صعوبة في قبول طلب حاكم مصر بالزواج من النبي يوسف عليه السلام في البداية ، حيث انه رجل غريب و كان متهما باغتصاب زوجة عزيز مصر و دخل السجن لأعوام .
و لكن لا مجال للتردد عندما يأتي الأمر من حاكم مصر ، و لكن لماذا وقع الاختيار علي اسينات دون غيرها ؟ قام هذا الاختيار لعدة اسباب ، منها : انها ابنة كبير كهنة معبد امون ، فهي بالضرورة من عائلة راقية معروفة .
و لانها ايضا علي قدر من التعليم و ليست امية كالكثير من سيدات هذا العصر ، و لهذه الأسباب تم اختيارها من قبل فرعون مصر و وافقت علي طلبه في النهاية .
و كان دور اسينات أن تجعل سيدنا يوسف مقبولا في المجتمع المصري و تجعله واحدا من الناس و خصوصا بعد أن أصبح مسؤولا عن خزائن مصر ، فكان النبي يوسف غريبا في مظهره مقارنة بغيره فكان يحلق شعره و يرتدي القطن او الكتان في حين أن الناس كانوا يرتدون الصوف في ذلك الوقت .
لكن زليخا أخذت تعاني آلام الفراق كثيراً و ازداد عشقها و تعلقها به حتى باتت تقضي أيامها بالبكاء شوقاً إليه مما أضعف بصرها و جعلها تشيخ بسرعة و تفقد جمالها ، و لما قام يوسف بتفسير رؤيا ملك مصر ، و ظهرت براءته باعتراف زُليخا و باعتراف نساء مصر أن يوسف كان عفيفاً تقياً ، قام الملك بإطلاق سراحه ، و عينه عزيزاً لمصر بعد وفاة بوتيفار زوج زليخا .
عبادة الله و عندما تولى يوسف هذا المنصب استطاع أن ينقذ مصر من المجاعة و القحط و استطاع أيضاً أن يحوِّل المصريين من عبادة الأوثان و الإله أمون إلى عبادة الله الواحد ، و أصبحت زُليخا أيضاً تعبد الله الواحد ، فأصبحت تناجيه و تستعين به على شوقها ليوسف و على هرمها و سوء حالها و تستأنس بمناجاته في تمضية أيامها الحزينة ، و ظلت على هذه الحال مدة اثنتي عشرة سنة .
و جاء وقت لقاءه بمحبوبها يوسف عليه السلام و اختلفوا فى القاء حيث أن بعض الأساطير قالت :
أنه و في سائر الأيام جلست زليخة أمام بيتها و بجانبها جارية ، حينها نهضت زليخة فجأة من مكانها .
فقالت للجارية : أني أسمع ركاب خيل يوسف من بعيد .
فقالت الجارية : ألهذا الحد تعشقينه !!!
فأخذت صور و قالت اسم يوسف وهي تنفخ فيه
و إذا لهيب النار يخرج منها عشقاً به .
ثم أخذت سكين و جرحت يدها لكي تسيل الدماء على الأرض ، و يكتب اسم يوسف على التراب من دمها .
فقالت إن عشقي و حبي له لهيب لا ينطفئ !!!
فاستوقفت زليخة الموكب ، و ناشدت يوسف و رآها بهذا الحال .
فقال لها : أين شبابك و جمالك ؟
فقالت : لقد ذهب كل هذا من أجلك .
فقال لها : كيف لو تري رجل آخر الزمان ؟ أكثر مني جمالاً و سخاءً و هو سيد الرسل و خاتمها .
فقالت زليخة : آمنت بذلك النبي .
فجاء جبريل عليه السلام ليوسف فقال له :
يا يوسف قل لزليخة : أن الله تاب عليها ، ببركة النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم .
و قل لها أن تطلب ثلاث حاجات فقال لها يوسف ، فقالت :
1- أن يرد الله شبابي و عيني .
2- أن أكون زوجتك .
3- أن أكون معك في الجنة .
فنالت زليخة شرف الدنيا و سعادة الآخرة بحبها يوسف عليه السلام و ايمانها للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
و قالت أساطير أخرى أنه :
عندما علمت زوجة النبي يوسف « و تدعى أسينات » بأمر زُليخا تأثرت بها كثيراً و أدخلتها معها إلى قاعة الملك أخناتون الذي كان هو و يوسف يحاكمان أمام الحاشية الكهنة الذين خدعوا الناس بعبادة الإله أمون و تطاولوا على الله الواحد عز وجل .
و أمام الحاشية قامت أسينات بمعاتبة زوجها يوسف و اشتكته إلى الملك لنسيانه أمر زليخا المسكينة ، فأتى وحي من الله عز وجل ليوسف بأن يتزوج من زُليخا ، و هنا قام النبي يوسف بمواساة زليخا التي أخذت بالبكاء لفرحتها بلقائه و تمنت أن يرد الله لها بصرها حتى تستطيع رؤية حبيبها يوسف .
و كانت المعجزة بأن الله استجاب لدعاء نبيه يوسف فرد إلى زُليخا بصرها أمام الملك و حاشيته و أمام الكهنة الذين لم يكونوا قد آمنوا بعد .
و من الأساطير تقول :
أنه عندما حدث بين كان هناك خلاف بين كهنة أمون و بين دعوة يوسف و عدم إيمانهم بما يقوله يوسف كان فى ذلك الوقت ذهبت زوليخه للقصر لعلها تسمع صوت يوسف ، لعله يبرد شوق قلبها له ، و سمعت صوته الذى اطرب قلبها قبل أذنها و أخذت تنادى عليه ، فعندما رأها يوسف لم يعرفها و تعجب من شيبها و انها فقدت جمالها .
فأجابته أنها بفقدت حبا و شوقا له ، دعت زوليخه الله أن يرد لها بصرها حتى ترى محبوبها لمرة واحدة ، فجاء الأمر إلى يوسف عليه السلام ان الله راد بصر زوليخه لها ، فالتفت يوسف ل كهنة آمون و قال لها هل تأمنوا إذا اعاد الله نظر زوليخه لها .
فأجابوه بنعم .
و عندما رد الله بصر ل زوليخه الذى أخذ تملئ عينها بالنظر لمحبوبها يوسف بشوق الدنيا و عيونها تفيض من الدمع .
حتى قطعهم صوت اعتراض احد الكنهه حتى لا يأمنوا ل يوسف عليه السلام فقال :
كيف لنا ان نصدقك فمن الممكن أن تكون زوليخه مبصره من البداية و من حبها لك نفذت طلبك لتمثل انها كفيفه .
فأجابهم يوسف عليه السلام بهدوء و قال لهم : و ماذا أذا ارد الله ل زوليخه شبابها و جمالها .
فتعالت الهمهمات فى قاعة القصر على ما قاله يوسف عليه السلام ، و اضطرب الكنهه و لكن وافقوا على هذا التحدى ، فدعى سيدنا يوسف عليه السلام بدعاء ربه ليعيد ل زوليخه شبابها و جمالها ، فأستجاب له ربه و عادت كما كانت من حسن و جمال ، و بعدها تزوجها يوسف عليه السلام فوجدها عذراء ، لأن زوجها كان لا يأتي النساء ، فولدت ليوسف عليه السلام رجلين وهما: أفرايم و منشا ، قال: و استوثق ليوسف ملك مصر، وعمل فيهم بالعدل، فأحبه الرجال والنساء.
يا ترى ايه رأيكم فى قصة حب زوليخه ؟ .
انتظروا الفصل القادم .
يتبع .
***************